أكد مستشار رئيس الوزراء، عدنان السراج، السبت، أن العراق نجح في إيصال رسالته السياسية بوضوح إلى الدول العربية والمجتمع الدولي من خلال استضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد.
وقال السراج في حديث تلفزيوني ، إن “جميع الدول العربية شاركت في قمة بغداد دون أي قطيعة أو مقاطعة”، موضحًا أنه “رغم تفاوت مستويات التمثيل، إلا أن الحضور بحد ذاته يُعد دلالة سياسية على احترام الدول العربية لمكانة العراق”.
وأضاف أن القمة لم تكن فقط اجتماعًا شكليًا، بل مناسبة لطرح مبادرات عربية غير مسبوقة، ولتأكيد موقف عربي موحد من قضايا جوهرية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة وسوريا.
وأشار السراج إلى أن العراق مستمر في مد يده البيضاء للدول العربية، مؤمنًا بأن التضامن العربي بحاجة إلى بعض التنازلات، لا إلى مناورات سياسية تؤخر فرص الاستقرار والتكامل.
وعن الحضور الإيراني في المشهد العراقي، أوضح السراج أن زيارة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى العراق مؤخرًا كانت أمنيةً بحتة، ولا علاقة لها بالقمة العربية، مشددًا على أن “البعض يحاول تصوير العراق على أنه خاضع للنفوذ الإيراني، بينما الواقع يؤكد أن القرار العراقي مستقل، وأن علاقاته الإقليمية متوازنة مع الجميع”.
وقال إن “العراق ليس بعيدًا عن أحداث ومشاكل المنطقة، لكنه اليوم لاعب محوري يسعى لحماية أمنه القومي والوقوف بوجه التمدد الإسرائيلي، الذي بات يهدد خارطة سوريا، وقد يمتد ليصل إلى حدود العراق”.
وفي الشأن الداخلي، لفت السراج إلى أن جميع قيادات الإطار التنسيقي رحبت بانعقاد القمة العربية في بغداد، واعتبرتها خطوة في طريق تعزيز مكانة العراق وعودته إلى عمقه العربي.
وشدد على أن الفصائل العراقية انتهجت التهدئة بعد أحداث لبنان الأخيرة، مؤكدًا في ذات الوقت أن “إسرائيل تسعى لتفجير المنطقة وتغيير خرائطها الجغرافية والديمغرافية، والعراق يقف ضد هذه المشاريع”.
وختم السراج حديثه بالقول: “لقد عقد العراق القمة العربية رغماً عن الجميع.. وهذا إنجاز يُحسب له، ويعكس جدية الحكومة في استعادة دور العراق التاريخي كقائد وشريك في صناعة القرار العربي، لا تابعًا لأحد”.